بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله حمدا كثيرا، والصلاة والسلام على نبي الهدى الذي أرسلة الله شاهدا ومبشرا ونذيرا وعلى آله وصحبة أجمعين..
أعضاء المجلس الكــرام..
يسرنا أن نلتقي بكم لنفتتح على بركة الله تعالى الفترة الرابعة للمجلس الاستشاري للدولة.. مستمدين منه جلت قدرته كل العون والتوفيق، كما يسرنا أن نعبر عن أرتياحنا للتقدم الذي أحرزتة تجربتنا في مجالس الشورى، ونؤكد اهتمامنا بتدعيمها على أساس من قيمنا الإسلامية وتقاليدنا العمانية العريقة..
وأنه لا يسعنا في هذه المناسبة إلا أن نعرب عن تقديرنا لما قدمه المجلس في العاملين الماضيين من أمثلة إيجابية للمشاركة الفعالة في مسيؤتنا التنمية, وذلك من خلال تجاوبه مع متطلبات هذه المرحلة, ودراستة المتكاملة لمجالات تتميز بأهميتها الكبيرة للوطن والمواطن, فضلا عن النشاط الملحوظ الذي قامت بة اللجان المنبثقة عنه في زيارتها للعديد من مناطق وتتقصيها لاحتياجاتها من الخدمات, ولقد كان لذلك أثره الطيب فيما انتهى إليه المجلس من توصيات مناسبة ساهمت في تعزيز الجهود التي تقوم بها الحكومة لتنمية جميع المناطق وتوفير سبل الحياة الكريمة للمواطنين في كافة أنحاء البلاد..
أعضاء المجلس الاستشاري للدولــة..
إن العالم يعيش الآن مرحلة التحديات الكبيرة التي تواجة المجتمع الدولي بأسرة نتيجة لعدم استقرار الأوضاع الاقتصادية العالمية وضغوطها المستمرة على مختلف الدول, وإن ذلك ليتطلب منا جميعا وفي كل الأوقات أقصى درجات الوعي بطبيعة هذه التحديات وضرورة التعامل معها بمرونة تحد من تأثيراتها السلبية وتوفر قوة الدفع اللازمة للاستمرار في برامجنا الإنمائية..
أننا إذ نحمد الله تعالى ونشكرة على ما أمدنا به من عون وتوفيق فيما أنجزتة مسيرتنا من مراحل مهمة للبناء والتطوير والتعمير قطعنا بها شوطا كبيرا في إقامة البنية الأساسية للنهضة الشاملة , فإنه يتوجب علينا أن نبذل جهودا أكبر من ذي قبل للعمل على تنمية مواردنا الطبيعية وقدراتنا الذاتية بالمستوى الذي يمكننا من تحقيق ما نرجوه من تقدم مضطرد في جميع المجالات..
وفي هذا الإطار.. وحيث يستهل مجلسكم فترة جديدة.. فإننا نود أن نحدثكم عن اهتماماتنا في مجالات الزراعة والأسماك والصناعات التقليدية والحرفية وتشغيل القوى الوطنية العاملة, وهي مجالات يجب أن تأخذ على الدوام أولوية خاصة باعتبارها دعامات رئيسية للتنمية الاقتصادية والاجتماعية في نفس الوقت..
لقد أعلنا هذا العام عاما للزراعة انطلاقا من إيماننا بضرورة بذل مزيد من الجهود لتطوير هذا القطاع وفقا لأساليب عملية وواقيعة تأخذ بعين الاعتبار الاهتمام بالمحاصيل التقليدية وغيرها من المحاصيل التي تجود زراعتها في بلادنا وتساعد على تحقيق أكبر قدر ممكن من الاكتفاء الذاتي في المنتجات الغذائية, فضلا عما يجب اتجاذه من خطوات للعمل على زيارة الرقعة الزراعية متى توفرت إمكانية اهذه الزيادة, وأعادة النظر في النظام الحالي للتسويق الزراعي بما يخدم المزارع والمستهلك , والاستمرار فيما تقدمه الحكومة من دعم لحفز المواطنين على زيادة الانتاج وجودتة, مع الحرص في كل الأحوال على الاستغلال الأمثل لموارد المياه والمحافظة عليها وترشيد استخداماتها..
لقد كانت الزراعة في كل العصور عماد النشاط الاقتصادي لغالبية الشعب العماني مما أكسبه خبرة عريقة في هذا المجال يجب علينا أن نعتز بها ونعمل على انتقالها للأبناء, كما يجب علينا كعمانيين أن نعتمد على أنفسنا ونتقبل بكل همة وعزيمة على الأنشطة والمهن الزراعية لنؤدي بذلك واجبا أساسيا يساهم في تطوير اقتصادنا الوطني ويحقق لمجتمعنا كل الخير والرخاء..
وفي قطاع الأسماك , وإدراكا منا لأهمية تضافر الجهود الاستفادة بهذه الثروة الاقتصادية الطبيعية التي أنعم الله بها علينا فاننا قد أتخذنا خطوة جديدة بإنشاء شركة الأسماك العمانية, واعتمدنا في إنشائها اسلوبا يقوم على مشاركة المواطنين فيها بأوفى نصيب , مع دعم كبير تقدمه الحكومة للشركة يمنحها قرضاً ميسراً طويل الأجل كما يمنحها حق الانتفاع بجميع الوحدات والمرافق التي أنشأتها الحكومة خلال السنوات الماضية لخدمة هذا القطاع..
وإذ نأمل أن تكون الخطوة بداية لجهد كبير ومكثف يعمل على تطوير هذا القطاع بكل الوسائل الممكنة فإننا نشدد على ضرورة قيام الشركة بتقديم التسهيلات اللازمة للصيادين الحرفيين وإيجاد منافذ تسويقية لمنجاتهم, وذلك في إطار اهتمامنا الدائم بتوسع نطاق الدور الذي يقومون به وتشجيعهم وغيرهم من المواطنين للاشتغال بهذا الحرفة التي تمثل نشاطا تقليديا للانسان العماني منذ القدم يعود عليه دائما بالخير الوفير..
وفي الوقت الذي نعتزم بمشيئة الله الاستمرار في حفز القطاع الخاص للإقبال على المشاريع الصناعية الصناعية وخاصة تلك التي تقوم على خامات محلية وتفي بمتطلبات أساسية للسوق العماني وتوفر فرصا جديدة للعمل فإنه من الأهمية بمكان أن نعمل على إنعاش الصناعات التقليدية والحرفية والمحافظة عليها..
ليس فقط لكونها تراثا حضاريا لمجتمعنا العماني, وإنما أيضا لما لها من جدوى اقتصادية تلبي احتياجات قائمة في هذا المجتمع وتحقيق مردودا طيبا للمشتغلين بهــا..
أعضاء المجلس الكــرام…
إننا إذ نؤكد على ضرورة تكثيف جهودنا في هذه المجالات كلها فإننا نولي اهتماما خاصا لوضع أسس جديدة تنظم تشغيل القوى الوطنية في القطاعات الأهلية والحكومية , بكل ما يتطلبة ذلك من إحلالها تدريجيا محل العمالة الوافدة وتطوير سياسات التعليم والتدريب والخدمة المدنية , فضلا عن وضع ضوابط تقصر الاستعانة بالعمالة الاجنبية في حدود المتطلبات الضرورية منها وفي حالة عدم توفرها محليا.. ليساعد ذلك كله على تلبية احتياجات كافة مجالات العمل ضمن إطار يحافظ على مستوى الأداء ويوفر فرصا جديدة ومتكافئة أمام جميع أبناء الوطن..
إننا إذ نحيي المواطنين الذين أثبتوا جدارة ومقدرة في مختلف ميادين العمل سواء في الحكومة أو القطاع الخاص فإنه يتوجب على الشباب الاقتداء بهم في المبادرة إلى العمل بكل جدية ودون تهاون أإو تفريط فيما يسند إليهم من أعمال ..
إن فرص العمل متوفرة في بلادنا ولله الحمد وبأكثر مما هو متوفر لدينا من الكوادر والعمالة المحلية, ذلك أننا لا نزال نعتمد بدرجة كبيرة على العمالة الأجنبية في مجالات متعددة بينما يتحكم على أبناء الوطن أن يشمروا عن سواعدهم ويتفانوا في القيام بدورهم الأساسي في جميع المجالات دون استثناء, كما يجب ألا يترفع أحد عن الانشغال بمهن آبائة واجداده أو يتررد في الأستفادة بالفرص القائمة للأعمال والمهن الخاصة متذرعا بالمؤهل الدراسي للحصول على وظيفة حكومية قد لا تكون متوفرة بالقدر الذي يستوعب جميع الراغبين في العمل بالحكومة.
أعضاء المجلس الاستشاري للدولــة…
إننا إذ نحرص على المتابعة الشخصية للدور الذي يقوم به مجلسكم ودعمه بكل ما يمكنة من أداء مهامه على خير وجه فإنه يجب على المجلس أن يولي كل العناية لما أشرنا إليه من أهتمامات أساسية, وأن يتدرس في هذا الصدد ما يمكن أن يقدمة للحكومة من مقترحات إيجابية تساعد على تطوير قطاعات الزراعة والأسماك والصناعة بما فيها الصناعات التقليدية والحرفية , وتساهم في تحقيق اقصى درجات الاستفادة بمواردنا الطبيعية والبشرية.
وفي ذان الوقت فان على مجلسكم أن يشارك بالرأي والمشورة في ترتيب أولوياتنا لهذه المرحلة والمراحل القادمة وفقا لدرجة أهميتها تمهيدا لوضع برامج بعيدة المدى لتنمية جميع مناطق البلاد تنمية متوازنة تعمل على تأكيد ارتباط المواطن بمنطقتة وتشجيعه للإقبال على المهن والحرف التقليدية وتطوير كافة الأنشطة الانتاجية للمواطنين, كما تعمل بنفس الدرجة من الاهتمام على توفير احتياجات هذه المناطق من الخدمات الضرورية..
وفي ضوء هذا كله فإنه يتوجب عليكــم ـ أعضاء المجلـس ـ أن تعقدوا العزم للقيام بجهد مكثف يرقى إلى مستوى تبعات هذه المرحلة ومسؤولياتها الكبرى, ويتناول مختلف المجالات الاقتصادية والاجتماعية تناولا موضوعيا يساهم بالدرجة الأولى في تدعيم وتوسيع آفاق المشاركة بين المواطنين والحكومة في جهود التنمية الشاملة وتذليل ما قد يصادفها من صعوبات أو تحديات لنواصل التقدم بمسيرتنا خطوات جديدة تحقق لبلادنا مزيدا من النماء والرخاء.
وإلى الله تعالى نتوجه بالدعاء أن يمدنا وإياكم بعونه وتوفيقه, وأن يجعل عامنا الجديد عام خير وبركة وازدهار..
والسـلام عليكـم ورحمـة الله وبركـاتة,,,,